ما هى الثقافة ؟..
الثقافة لغة هى الكثافة أو الشيئ الكثيف .. وفى اصطلاح المثقفين تأتى أبلغ تعريفاتها
ما قال به المفكر الأسطورة عباس محمود العقاد وهى أن الثقافة أن تعرف شيئ عن كل شيئ ..
والتخصص أو العلم أن تعرف كل شيئ عن شيئ
والثقافة بهذا المعنى ليست ترفا وليست كمالية من كماليات الحياة بل هى ضرورة قاطعة
يجب أن تتوافر فى كل إنسان يريد أن يكون له من طبيعة خلقه فضل ومسمى ..
أما بالنسبة لما تعارفت عليه الشعوب من إطلاق لقب المثقفين على شريحة معينة
من المجتمع فهو أمر منطقي ولا يتعارض مع التعريف السابق
ولا مع ضرورة توافر الثقافة لدى كل إنسان
لأن الثقافة ليست على حال واحد وليست على درجة واحدة فهناك حد أدنى من المعلومات
التى يجب أن يكتسبها المرء بالقراءة والمطالعة من حين لآخر .. وهناك المستويات المتوسطة
والعليا للثقافة والتى لا تكون واجبة إلا على شريحة المثقفين والعلماء ..
فإن كان الشخص العادى من عوام الناس يعتبر من معجزاته أن يكون مثقفا عملاقا
وذلك عندما تفوق على ما هو ضرورى من حد أدنى إلى حدود أعلى
فإن الحدود العليا من الثقافة للعلماء ولأصحاب القلم ولأرباب السياسة
والمفكرين ضرورة إن غابت يغيب معها وصف العالم والكاتب والمفكر ..
لأن العالم فى أى مجال وأستاذ الجامعة فى أى منهج والمفكر فى أى مجال فكرى
لا يمكن قبول مبدأ التخصص منه كحجة أمام تقصيره فى الشأن الثقافي
كما يحدث فعلا هذه الأيام فتجد أستاذا جامعيا فى الفيزياء مثلا لا يعرف بعض المعارف الكافية
عن التاريخ الإسلامى فيخلط بين السيدة زينب بنت رسول الله عليه الصلاة والسلام
وبين السيدة زينب عقيلة أهل البيت النبوى بنت الإمام على رضي اللهم عنهم جميعا
" واقعة حقيقية بالفعل "
والمشكلة أنك تجد بعض هؤلاء العلماء يحتج بأنه غير متخصص فى مجال التاريخ مثلا
وكأن المبادئ الأولية التى لا غنى عنها ثقافيا أصبحت بحاجة إلى دراسة أو إعداد
وكان من نتيجة بلوغ بعض العلماء هذه الدرجة من الإضمحلال أن خرجت بعض
أجيال الشباب اليوم فى حالة موت إكلينيكي وليس إغماء فقط عن سائر ما يربطهم به انتماء
ومن دلائل ذلك صدور قرار وزارة الخارجية المصرية بعدم قبول أى متقدم
لوظيفة السلك الدبلوماسي والقنصلي فى إحدى الدفعات من أربعة أعوام
وذلك برغم حاجة الوزارة الملحة لدفعات جديدة بسبب كوارث الاختبار الثقافي
الذى أظهرت نتائجه ثقافة من لون جديد لدى الشباب حتى بصدد المعلومات
التى يتم تكرارها عشرات المرات فى الحياة اليومية فعجز الشباب الجامعى
المتقدم لوظيفة حساسة عن معرفته