* كيف تكون إيجابياً؟
من الشائع أن يسمع الواحد منا عبارة: "فكر بإيجابية" أو "تصرف بإيجابية" عندما نرى شخص مُحبط، وللأسف لا يأخذ هذا الشخص المحبط الكلمات بجدية لأنه لا يفهم ما الذي تعنيه بالضبط .. أو بمعنى آخر لا يراها عبارات فعالة أو مجدية.
كم واحد تعرفه أنت شخصياً يعي هذه العبارة؟!
الإيجابية هي أكسير النجاح!
غالباً ما يتعجب الأشخاص ويتساءلون ما هو السبيل لاعتناق مبدأ الإيجابية وتطبيقه فى كافة تفاصيل حياتهم أثناء تفكيرهم أو تصرفهم فى أمر ما، وخاصة فى حالات عدم السعادة أو الرضاء عن الأحوال التي تحيط بهم .. أو عندما تضيق بهم ظروف الحياة وتصبح صعبة وقاسية، بل ويجدون صعوبة فى تحقيق الإيجابية عندما يكون السلام النفسي سائداً ولا يوجد ما يؤرقهم.
لا يعلم العديد منا كيف يكون إيجابياً فى مختلف تفاصيل حياته، ولا يعلم كيف يفعل هذا!
الإيجابية مهارة مثل باقي المهارات التي تكتسب بالتعلم والتطور المستمر، فالأمر كله يندرج تحت عاملين أساسيين هما: طريقة التفكير وطريقة التصرف وكليهما قابل للتغيير والتطوير، أى أن الإيجابية ما هي إلا مزيج من طريقة تفكير الشخص وطريقة تصرفاته التي يسلكها.
إذا ظل الإنسان يعتنق نفس الأفكار التي اعتاد عليها فسوف ينعكس بالطبع على البيئة التي تحيط به التي يعيش بداخلها، فإذا كان الشخص يرغب فى نتيجة مفيدة عليه أن يكون حريصاً فى طريقة تفكير التي لابد وأن تتسم بالإيجابية المستديمة.
قبل أى شىء ينبغي أن يدرك الشخص أفكاره ويتنبه لها جيداً، وإذا ثبت سلبيتها عليه بالعمل على إحلالها بأخرى إيجابية. فبدلاً أن يفكر الشخص فى الفقر عليه بالتفكير فى الثروة .. وبدلاً من أن يردد كلمة التجاهل عليه بفهم ما يحيط به والعمل على إدراكه .. وبدلاً من أن ينتقد القيود عليه بالبحث عن الحرية، لابد وأن يردد دائماً الكلمات الإيجابية بينه وبين نفسه "أنا أستطيع" .. "أنا قادر على" .. "من الممكن أن " .. وهكذا من التعبيرات التي توحي بالإيجابية لصاحبها ولغيره من المحيطين به حتى لا تتسلل روح اليأس التي تنتابه إليهم.
نحن نخلق بداخل عقولنا نوعية الحياة التي نرغب أن نعيش داخل أسوارها، فإذا كان التفكير إيجابياً فسوف تتحول حياتنا إلى الإيجابية بشكل تلقائي. أى شىء بدايته تكون داخل النفس الذاتية من أبسط إنجاز إلى أعظم واحد، صحيح أن الشخص ليس بوسعه التحكم فى الظروف والأحوال الخارجية لكنه بوسعه التحكم فى نفسه وفى عالمه الداخلي حيث يبدأ فيه أى وكل شىء.
يكون الشخص غير سعيد وسلبي فى مواقف حياته لأنه يفكر بهذه الطريقة الذي بوسعه تغييرها، ولا يتطلب الأمر مجهوداً كبيراً لإحداث هذا التغيير، وبناءً عليه سيحدث التغير فى التصرفات والأفعال والتوقعات والاستجابات المختلفة للإنسان التي تقوده إلى السعادة والنجاح، ومن مقومات هذا التغيير:
التركيز دائماً على ما يريده الشخص وليس على ما لا يريده.كارتباطه بالقصور العقلى من الذكاء المحدود أو عدم القدرة على التركيز، أو بالجوانب الجسمانية مثل القصر أو الطول أو بجوانب اجتماعية من الغنى أو الفقر أو بالجوانب المعنوية. وقد يكون شعور الإنسان هذا غير حقيقياً ولا يبالى به المحيطين به .. وتكمن خطورة الشعور بالنقص عندما يتخذ شكل العادة الفكرية.
التركيز دائماً على النجاح والسعادة والحب ومفهوم الوفرة.
تعلم الفرد كيفية الشعور والتفكير بل والتصرف فى الحياة التي يرسمها المرء فى ذهنه .. فسوف يكون أسعد بل ويجذب الفرص الجديدة لحياته بهذه الطريقة.
التفكير فيما يريده الشخص، ورسم صورة له ويعمل جاهداً على تحقيقه.
البحث عن الجوانب الإيجابية فى كل موقف تعرض له.. لأنه دائماً وأبداً يوجد جانب حسن أو على الأقل شىء ما يتعلمه الشخص حتى لو كان ها التعلم من خلال المواقف القاسية وغير السارة.
إتباع التفكير الإيجابي مع التصرف الإيجابي فى نفس الوقت.
التركيز دائماً على النصف الممتلىء من الكوب وليس الجزء الخاوي منه.
الرفض المثابر للأفكار السلبية وعدم التراخي فى فعل ذلك.
البحث دائماً أو التواجد وسط الصحبة الإيجابية.
قراءة قصص النجاح الأخرى لتكن دافعاً على إيجابية الشخص وإمداده بالأفكار التى تمكنه من أن يسلك الإيجابية فى مختلف تفاصيل حياته.
المزيد عن ماهية السعادة ..
* التربية وأثرها فى اكتساب مهارة الإيجابية:
تكوين الشخصية يبدأ منذ الصغر أى مع وضع أسس التربية، فالتربية هى مفتاح الشخصية الثابتة التي لابد وأن يتوافر لها مقومات من احترام عقلية الطفل ورعايته وحبه وتوجيهه لكى يصبح إنساناً مسئولاً وناجحاً عند الكبر.
فالتربية يمكن وصفها أيضاً بصفة الإيجابية، وإذا كانت تتابين أساليب التربية لكن المفهوم يبقى واحداً هو أن تعطى الطفل الحب والحنان وفى نفس الوقت ترسخورعايته وحبه وتوجيهه لكى يصبح إنساناً مسئولاً وناجحاً عند الكبر.
فالتربية يمكن وصفها أيضاً بصفة الإيجابية، وإذا كانت تتابين أساليب التربية لكن المفهوم يبقى واحداً هو أن تعطى الطفل الحب والحنان وفى نفس الوقت ترسخ فيه ثقته بنفسه وقدرته على اتخاذ القرار.
وبجانب تعليم الطفل الاحترام لابد وأن يتعلم العطاء وروح الإقدام من أجل بناء علاقات اجتماعية صغيرة. لابد وأن يبدأ الآباء مع أطفالهم فى سن مبكرة وخاصة فى الثلاث سنوات الأولى، وذلك لما تحدثه من أثر فى نمو الطفل فى كافة جوانب شخصيته العاطفية والفكرية والاجتماعية، وكل ذلك يساهم فى العلاقة الإيجابية الاجتماعية بين الفرد عندما ينضج وبين البيئة المحيطة التي يعيش بداخلها .. مع مراعاة أن لكل طفل خصاله وشخصيته وطباعه التي تحدد طريقة تعامل الآباء معه فلا توجد طريقة بعينها للتربية الصحيحة أو التربية الخاطئة.
ومن الأسس الهامة لتعليم أطفالنا الإيجابية:
- تقدير قيمة اللعب واللعبة بالنسبة للطفل ..
- الاستماع للطفل.
- الإجابة على أسئلة الطفل بكل صراحة.
- الاهتمام بمواهب الطفل.
- إحاطة الطفل بالخصوصية.
- مشاركة الطفل فى الأعمال الإيجابية.
- الثناء على الطفل والابتعاد عن النقد.
- تصحيح الخطأ للطفل حتى يتعرف على الصواب.
- إشعار الطفل بالأمانالإيجابية والبيئة المحيطة:
الإيجابية لها تأثير ثنائي الأبعاد، فهي تقع دائماً بين الفرد والمجتمع.
فهناك ما يسمى بالإيجابية الفردية والتي تشتمل على الارتقاء بالنفس وتطويرها والثانية الإيجابية الاجتماعية أو الجماعية وهى قدرة الفرد على التفاعل مع قضايا مجتمعه والمشاركة فى الأحداث وصنع القرار.
لابد وأن تكون هناك مبادرة من جانب أى إنسان لكى يكون إيجابي تجاه نفسه وتجاه البيئة المحيطة به ألا وهى مسئوليته الاجتماعية تجاه الأفراد الذي يعيش بينهم ويتفاعل معهم.
كيف يؤثر الشخص فى البيئة المحيطة به؟ أو بمعنى آخر كيف يحقق الإيجابية فى عالمه الذي يحيط به، أى يبث وينشر الروح الداعمة لكل ما هو صحيح وفعال؟ نحن كأفراد نختلف فى درجة إيجابيتنا نحو الأحداث المحيطة كما أن المجتمعات أو البيئات المحيطة تختلف هى الأخرى. والإنسان نفسه هو الذي يحيط حياته ومجتمعه بكم من المفاهيم الخاطئة التي تؤثر عليه بالخمول والخضوع لكل ما هو بعيد عن النجاح.
- كيفية تحقيق الإيجابية فى البيئة المحيطة:
أولها روح المبادرة، فالمجتمع الخامل هو الذي يتصف أفراده بالخمول أيضا .. والعكس صحيح.
لا يستطيع الإنسان التأثير فى البيئة المحيطة إلا إذا توافرت له المعرفة والإطلاع المستمر، فالثقافة تعطى صاحبها الإرادة الواعية من أجل القيام بالأفعال التي تساعد على اكتشاف نواحٍ كثيرة قد تكون مبهمة وبالتالى الخوف من اقتحامها إذا توافر الجهل بها.
كما أن الشخص المحب للتجربة والاكتشاف هو شخص يساهم بقدر كبير ويحدث أثرا فى بيئته المحيطة. لكن الإقدام لابد وأن يتسم بالقدرة على تقدير العواقب، وأن تساهم هذه النزعة الاكتشافية لديه فى إنماء حصيلة الفرد من الحلول .. فلا تتحول الشجاعة لديه إلى عواقب وصعوبات تقيده وتزيده من اليأس والإحباط حيث لا يجد مخرجاً منها.
والشخص المثقف والواعي والمحب لروح المغامرة والإقدام هو شخص واثق من نفسه وهذه هى الدعامة الرابعة من دعامات تأثير الفرد فى البيئة المحيطة به وبناء مجتمع إيجابي بالدرجة الأولى. فالشخص الواثق هو الذي لا يقبل من أحد أن يشكك فى قدراته أو فيما يتخذه أو ينوى اتخاذه من أفعال.
لكن على الجانب الآخر ما هى السلبية؟ وما هى العوامل المساعدة لها التى تنمو فى ظلها.. والتى بالتغلب عليها يستطيع الإنسان التغلب على المشاكل الصعبة التى تواجهه؟
إذا كنا قد قدمنا تعريف للإيجابية وتعرضنا لماهية المواقف والتفكير والمشاعر السلبية، فمن الأحرى فى المقابل أن نقدم تعريف للسلبية.. فماذا هو تعريف السلبية؟
السلبية هى حالة من عدم اللامبالاة أو الاهتمام، وهى حالة يتصف بها الفرد عندما لا يشارك فى أياً من جوانب الحياة التي تحيط به سواء العاطفية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية بالرغم من توافر المقدرة لديه على الفعل.
وإذا كان الشخص يكتسب أى مهارة أو سلوك يتسم به منذ صغره، إلا أنه توجد عوامل أخرى قد تضاف إلى تربيته وتتحكم فى سلبيته تجاه أمور الحياة ومنها العامل النفسي وما يجده الشخص من ضغوط ومشاكل يفشل فى حلها أو قد يواجه قيود تُفرض عليه مما يولد لديه الشعور بعدم الاكتراث. والعامل الثاني هو العامل العضوي كأن يعانى الشخص من علة جسدية أو نفسية، والعامل الثالث والأخير هو العامل الاجتماعي أو شعور الفرد بعدم الانتماء إلى الجماعة التي يعيش وسطها وعدم القدرة على التفاعل معهم.
والسلبية ما هى إلا خبرة تراكمية تُنمى فى الفرد منذ الصغر من خلال ما يكتسبه من البيئة المحيطة به.
فكيف إذن يتغلب الفرد على السلبية التي تحيط به، وعلى المشاكل الصعبة التي قد يتعرض لها؟
والبيئة السلبية ما هى إلا مجموعة من السلبيات التي تحيط بالشخص، وللتغلب على هذه البيئة لابد من التعامل مع السلبيات نفسها، والتي تتمثل فى:
- الغضب:
الشخص لا يستطيع أن يجعل كل ما يدور حوله يمشى على هواه، وفى حالة عدم رضاه عن أمر ما فمن الطبيعي أن يصيبه الغضب، الغضب يمكننا وصفه باللهيب الذي يلتهم الأشخاص والعلاقات، لكنه على الجانب الآخر هو وسيلة التنفيث عن النفس وعدم كبت المشاعر حتى لا يصاب الإنسان بالأمراض النفسية، وإذا كان قوة دافعة لتغيير الذات فإنه قوة إيجابية فى تغيير الآخرين .. فهو سلاح ذو حدين ينبغي استخدامه بالطريقة الصحيحة.
- الخوف:
لابد من التغلب على الخوف، فقبل أن يؤثر الخوف على إيجابية الشخص تجاه موقف ما من مواقف الحياة فهو يؤثر على جسده حيث يخفق القلب بقوة وتتأثر المعدة بل والجسد بأكمله مع عدم القدرة على الفعل. أما إذا تم التركيز على الآثار الطيبة بعد تلاشى الخوف فسوف يدرك الشخص حينها أن التحكم فيه من البداية هو الأفضل، فالشعور بالقدرة قوى تبنى وتقهر السلبيات. ومن الوسائل الداعمة للتغلب على الخوف ترك التردد وعدم الاكتراث إلى التعليقات السلبية التي تثبط الهمم لأنها تقود إلى الإخفاق.
- الحزن:
لا مفر منه، وقد يتعرض له الشخص فى العديد من مواقف الحياة وخاصة عندما يحدث شىء للإنسان أو المحيطين به ممن يحبهم. ومن الطبيعي أن يتعرض له الإنسان فى بعض الأحيان .. لكن حينما يخالطه اليأس وفقدان الأمل والإحباط لا يندرج تحت قائمة المشاعر الطبيعية وإنما سيحتل قائمة المشاعر السلبية.
يمكن السيطرة على الحزن إما بالبكاء أو بالتحدث مع الآخرين، فهما بمثابة العلاج النفسي الذي يخفف وطأته، ليكون بذلك محطة قصيرة لا تستغرق أو تسيطر على الإنسان لفترة ويلة من الزمن تحول دون إيجابيته فى مواقف الحياة التى تحتاج منه إلى الاستمرار فى العطاء.
- الإنكار والتبريرات:
تجنب مواجهة المشكلة وإيجاد التبريرات لبعض الأفعال ما هو إلا إيجاد مخرج من جانب الشخص لكى يجعل دوافع أفعاله تبدو وكأنها منطقية. لابد من تقبل ما حدث وعدم إجهاد النفس في إيجاد الأسباب والسعي لتغيير ما حدث لأنه لا يمكن فعل ذلك في كثير من الأحيان لأن الأمر قد يرجع إلى خبرات تراكمية ليست وليدة اللحظة.
- تقويم الذات:
الشعور بالعظمة مرفوض ويقوض الشعوب، لكن احترام الذات وتقديرها ممن يحيطون بالشخص هو المطلوب ويعطى الدفعة للشخص بأن يخوض التجارب المختلفة بدون أن يخشى شيئاً، حتى وإن وقع الشخص فى الخطأ يكون حينها قادراً على تصحيحه، وهؤلاء الذي يرون البيئة التي تحيط بهم سلبية بكل مشتملاتها هم الذين يريدون رؤيتها هكذا. كما أن حب الآخرين واحترامهم للشخص تعطى له الدفعة ليكون إيجابياً ويصل إلى قرارات حاسمة فى حياته تؤثر على المحيطين به بالمثل.
- التأثير التراكمي:
التأثير التراكمي للخبرات التي يمر بها الإنسان يتضح جلياً فى تقلب مزاجه بدون سبب واضح أو يجعل من الموقف الصغير وكأنه كارثة ومشكلة كبيرة يصعب حلها من وجهة نظره، وفى واقع الأمر يكون هذا الحدث الصغير ليس له تأثير على حياته مقارنة بما فكر فيه. هذه النوعية من التفكير يُطلق عليها التحدث السلبي للنفس حيث يثبت الشخص المعتقدات السلبية التي تسيطر على تفكيره وتزج به فى الوقت ذاته إلى منعطف آخر ألا وهو عدم الثقة بالنفس وبالتالى كنتيجة نهائية عدم وجود للسعادة والنجاح مكان فى قاموس حياته. فبدلاً من التذمر لابد من التأقلم، وعلى الرغم من الصعب تجنب الأفكار السلبية بنسبة 100% إلا أنه يمكن الحد منها بقدر الإمكان مع عدم التشبث بنفس الحلول فى كل موقف يواجه الشخص.
- التعليم السلبي:
وهو التعليم المشروط بعقاب ما أو بالتهديد وخاصة منذ مرحلة الطفولة إذا لم يذعن الابن أو الابنة إلى أوامر الأب أو الأم. فاستجابات الطفل التي تتم بعد ذلك تعتمد على هذه النوعية من التعليم، فهو لا يُقدم على فعل شىء أو يتجنبه فى المقابل لأنه يخشى من العواقب .. لا لأنه يعرف الأسباب ويقتنع بها، وهو ما يولد السلبية تجاه التعرف على الحقائق وبالتالى عدم حدوث المشاركة من جانبه والتى تطلبها البيئة الإيجابية.
* قوى الإثبات والتأكيد للنفس:
التأكيد هى مزيد من التصريحات الإيجابية التي توصف الموقف المرغوب فيه، والتي يتم تكرارها عدة مرت من أجل إيقاع الأثر فى العقل الباطن وتحفيزه على المضي فى الإنجاز الإيجابي، من أجل ضمان فاعلية هذه العبارات لابد من تريديها برغبة ويقين واهتمام قوى.
وللأسف ما يردده الأشخاص لأنفسهم دائماً العبارات السلبية الخاصة بالمواقف التي يتعرضون لها فى حياتهم، وهذا التفكير يجلب لهم المزيد من المواقف التي لا يرغبون فيها .. فالكلمات إما أن تبنى وإما أن تهدم، إنها الطريقة التي نلجأ ونعتمد عليها بها هى التي تحدد ما إذا كانت ستحمل فى طياتها النتائج الحميدة أم النائج السلبية.
بل وأكثر من ذلك، يردد الأشخاص العبارات السلبية داخل عقولهم بدون أن يكونوا مدركين لذلك، فعندما يفكر الشخص ويخبر نفسه بأنه لا يستطيع عمل شىء أو أنه كسول أو ليس لديه قوة داخلية أو لأنه سيفشل .. فهذا معناه أن العقل الباطن يقبل الحقيقة التي يفكر بها الشخص ويرددها ويستدعى الأحداث المماثلة التي مرت على الشخص فى حياته.
ترديد الكلمات تساعد الذهن التركيز على الهدف، وبناء الصور المماثلة تلقائياً فى العقل الواعي ليؤثر بعد ذلك على العقل الباطن. فالعقل الواعي الذي يفكر به الشخص يبدأ فى معالجة الأفكار التي يتأثر بها العقل الباطن الذي يعيد تشكيل عاداته وحياته وسلوكه ومواقفه واستجاباته بل وتغيير إطار الحياة الخارجية بأكملها.
فى بعض الأحيان تظهر النتائج سريعة ويكون ذلك مطلباً، وذلك اعتماداً على هدف الشخص فقد يستغرق الأمر أيام أو أسابيع أو أشهر .. ولا يقتصر الأمر على الهدف وإنما على عدة عوامل أخرى مثل التوقيت والمشاعر وقوة إيمان الشخص بالعبارات التي يستخدمها فى تأكيد الإيجابية على مواقفه الحياتية وعلى قوة رغبته وعلى حجم هدفه.
من الهام فهم أن ترديد العبارات الإيجابية لبضعة دقائق على مدار اليوم ثم التفكير فى الكلمات السلبية يعادل من تأثير الأفكار الإيجابية.
- كيف تكرر عبارات التأكيد (مواصفات هذه العبارات)؟
من الأفضل ترديد العبارات القصيرة وليست الطويلة، لأن العبارة القصيرة أسهل فى التذكر.
اختيار الكلمات الإيجابية التي تصف ما يريده الشخص فقط، فإذا كانت هناك رغبة من الشخص لفقد الوزن لا يخبر نفسه مطلقاً بالكلمات التالية: " أن لست سمين" أو "أنا أفقد وزنى" فهذه عبارات سلبية لأنها تحمل إلى الذهن الصور التى لا يرغب فيها الشخص أن يكون عليها، وبدلاً منذ ذلك ترديد " أنا سوف أكون رشيق" .. " أنا وصلت إلى الوزن المثالي" فكل هذه العبارات تحفز الصور الإيجابية فى الذهن.
التأكيد يكون بالفعل المضارع وليس بصيغة المستقبل، مثل "سوف أكون غنى" يعطى أمد بعيد لتحقيق الأمل، لكن إذا قال الشخص "أنا غنى" الآن، فإن العقل الباطن سيعمل حتى يجعل هذا يحدث الآن فى الوقت الحاضر.
عبارات التأكيد:
- أنا بصحة جيدة وسعيد فى حياتي.
- هناك ثروات عديدة فى حياتي.
- أنا ناجح فى كل ما أقوم به.
- لدى وظيفة مناسبة.
- لدى أصدقاء أحبهم.
- هناك سعادة زوجية تملأ حياتي.
- الحب يملأ حياتي.
- أستطيع التحكم فى أفكاري.
- أنا مفعم بالطاقة.
- الأمور تتحسن يوماً بعد يوم.
وغيرها من العبارات الأخرى المتعددة التي لا تنتهي.
* الإيجابية فى المشاعر:
ما هى المشاعر الإيجابية؟
هى تلك المشاعر التي تنتاب الفرد معها حالة من السعادة والرضاء والثقة وتوقع النجاح، هى مشاعر غنية بالحب والتحمل والفهم.
لماذا يحتاج الشخص إلى المشاعر الإيجابية؟
المشاعر الإيجابية تجعل الشخص بمنأى عن الضغوط، وتجعله مليئاً بالطاقة والسعادة والقدرة على العطاء، والقدرة على التنفيذ. كما تجعل الحياة سهلة حيث تمكن الشخص من إثراء علاقاته.
كيف يخلق الشخص المشاعر الإيجابية؟
هناك بعض النصائح التي يستطيع بها الشخص تحويل مشاعره إلى النمط "الإيجابي":
- الوعي بأهمية المشاعر الإيجابية، والوعي بفائدتها من أنها تعمل على الارتقاء بحياة الفرد.
- رفض وجود السلبية سواء فى المشاعر أو التصرفات أو التفكير.
- عند الاستيقاظ مبكراً من النوم، على الشخص أن يبتسم ويخبر نفسه بهدوء بالغ: "اليوم سيكون يوماً رائعاً وسعيداً وناجحاً، سوف أتحلى بالصبر والإيجابية فى كل المواقف التي سأتعرض لها".
- خلال النهار، لا مانع من رسم صورة أمام العين باستدعاء بعض الأوقات السعيدة والمواقف من الحياة مثل زيارة مكان قد استمتع فيه الشخص أو بتذكر الأشخاص الذين يحبهم.
- الانتظار عندما يكون هناك موقف باعث على الغضب قبل المضي فى أخذ رد الفعل.
- إذا أحس الشخص باليأس أو الغضب أو الإحباط أو عدم السعادة لا ينبغي عليه الاستسلام لهذه المشاعر ويجعلها تنمو وتتغلب عليه. وبدلاً من ذلك استحضار صورة فى الذهن عن موقف يبعث على السعادة، ولن يكون هذا سهلاً لكن لابد من التصميم عليه حتى ينجح الشخص فى تغيير الموقف السلبي.
- الفهم الجيد بأن الإنسان ليس بوسعه التحكم فى الأحداث التي يمر بها، لكن يمكنه التحكم فى مشاعره وسلوكه وتفكيره، فالتفكير السلبي والصفات غير الإيجابية تبعث على المزيد من المواقف السلبية بل وتزيدها سوءً.
- تغيير مشاعر السلبية تجاه الأشخاص الذي لا يرتاح إليها الشخص، وإظهار بعضاً من مشاعر الدفء والتفهم وسوف تجد تغير من جانبهم.
- قراءة الأقوال العبارات الشهيرة التي تبعث على الإيجابية فى الحياة.
- ترديد عبارات التأكيد السابقة.
- الابتعاد عن الأشخاص التي تعانى من مرض السلبية حتى لا يتم التأثر بهم.
- عندما تشعر بالإحباط، عليك بالاستماع إلى الموسيقى.
- الابتسامة فى المواقف الصعبة تحرر العقول من القلق حتى ولو لفترة مؤقتة كما يكتسب بها الشخص تعاطف ومساندة من جانب المحيطين به.
- مشاهدة الأفلام الكوميدية أو قراءة الأخبار التي تبعث على السرور أو الضحك.
المزيد عن الضحك ..
- اللجوء إلى التأمل الذي يعطى الشخص القدرة على غربلة الأفكار والمشاعر التي تستقر فى ذهنه.
- شحذ النفس عند الاستلقاء على الفراش قبل النوم لليوم التالى.
* الإيجابية فى التفكير:
الأفكار والتصرفات والمواقف لا تتغير بين يوم وليلة، التفكير سواء أكان سلبياً أو إيجابياً فكليهما معدٍ فكلنا نؤثر على بعضنا البعض بطريقة ما أو بأخرى .. ويحدث ذلك بشيء من الفطرة وعلى مستوى غير واعٍ ويتناقله الأفراد من خلال التفكير والمشاعر بل ومن لغة الجسد نفسها، والبيئة المحيطة بالفرد من الشخصيات المختلفة تلتقط المزاج الذهني وتتأثر به بالمثل، لكن هناك أمر يستحق الالتفات إليه هو أن المساعدة تكون من نصيب الأشخاص الإيجابية والبغض والتجنب للأشخاص السلبية.
الأفكار السلبية والكلمات والمواقف والتصرفات التي تتسم بها تجعل المزاج غير سعيد وبالمثل التصرفات غير متحكم فيها، وعندما يكون الذهن سلبياً فإن السم يفرز فى الدم وبالتالى مزيد من السلبية وعدم السعادة، وهذا هو الطريق إلى الفشل والإحباط.
والتفكير الإيجابي هو موقف ذهني الذي يرى الجانب الصحيح من الحياة.
الفكر الإيجابي وحالة العقل، هو الذي يركز على الجزء الممتلىء من الكوب وليس ذلك الجزء الفارغ .. كما سبق وان أشرنا إلى ذلك.
وهو الموقف العقلي الذي يوقع النتائج الإيجابية.
الأشخاص التي لديها إطار إيجابي يحيط بالعقل دائماً ما يفكرون فى الكلمات التالية من الإمكانية والتطور والتوسع والنجاح. فهم يتوقعون السعادة والصحة والحب والعلاقات الجيدة، ويرددون دائماً الكلمات العبارات التالية: "أنا أستطيع" .. "" أنا بمقدوري" .. "أنا ناجح".
وأصحاب الفكر الإيجابي لا يؤمنون بالفشل والعقبات، وإذا لم تأتى النتائج بالثمار المرغوب فيها فسوف يحاولون التجربة مراراً. والتفكير الإيجابي ليس ببساطة شديدة عبارة عن ترديد العبارات الإيجابية "خدمة الشفاه الإيجابية" مع تفكير العقل الباطن فى الفشل والسلبية. ومن أجل أن يحقق الشخص التغير المفيد ويرتقى بحياته .. لابد وأن يكون التفكير الإيجابي هو الموقف العقلي المسيطر عليه على مدار اليوم، لابد وأن يتحول إلى أسلوب حياة.
يتطلب التفكير الإيجابي الفعال الحقيقي التركيز على الأفكار الإيجابية والمشاعر الإيجابية بل والتصرفات الإيجابية.
كيف يرتقى الشخص بحالة العقل؟
يتأتى ذلك من قراءة الأدب الباعث على الإيجابية، وعن طريق التأكيد على هذه الروح الداخلية مع التأمل وتخيل الصور الذهنية التي تبعث على ذلك.
المزيد عن التأمل ..
ما هو التفكير الإيجابي الفعال الذي يؤتى بثماره؟
التفكير الإيجابي الفعال هو الذي يتعدى مجرد القول وتكرار بعض الكلمات البسيطة أو إخبار النفس بأن كل شىء سيسير على ما يرام، لابد وأن يكون هناك سيطرة من العقل، فليس الأمر هو مجرد التفكير بإيجابية لبضعة دقائق ثم تتسرب مشاعر الخوف وعدم الثقة بالنفس إلي الشخص .. بل التفكر الإيجابي المبذول معه المجهود هو المطلوب.
هل تتوافر لديك الإرادة من أجل تحقيق التغيير الداخلي؟
هل تتوافر لديك الإرادة من أجل تغيير التفكير؟
هل تتوافر لديك الإرادة من أجل تطوير القوة العقلية التي تؤثر عليك ولكن بشكل إيجابي وعلى البيئة والأشخاص المحيطين بك.
ما هى مواصفات التفكير الإيجابي؟
- استخدام الألفاظ والكلمات الإيجابية عند التحدث وعند التفكير: "أنا أستطيع" .. "أنا قادراً" .. أستطيع فعل ذلك" ... الخ
- إحلال مشاعر السعادة والقوة والنجاح فى الجزء الواعى من تفكير الفرد.
- محاولة رفض التفكير السلبي وتجاهله بقدر الإمكان.
- فى الحديث لابد من استخدام الكلمات التي تحفز الصور العقلية والمشاعر التي تبعث على القوة والسعادة والنجاح.
- قبل البدء فى أى منهاج عمل، لابد من رسم صورة واضحة فى الذهن عن نتائج النجاح له وإذا كان هذا التصور أو الرسم بتركيز وبثقة بالغة فى النفس فسوف يندهش الشخص من النتائج.
- قراءة ولو صفحة واحدة من كتاب يحفز على التفكير الإيجابي.
- مشاهدة الأفلام التي تبعث على السعادة.
- تقليل الوقت الذي يتم الاستماع فيه إلى نشرات الأخبار وقراءة الصحف والجرائد.
- الاتصال بالأشخاص التي تفكر بإيجابية.
- الجلوس والمشي باستقامة الظهر لأن هذا ينعكس على الثقة بالنفس والقوة الداخلية.
- المشي، ممارسة السباحة أو الانشغال بأي نشاط جسدي يساهم بالكثي فى امواقف الإيجابية التي تصدر من الشخص.
- التفكير بإيجابية ولكن مع توقع النتائج التي يأمل فيها الشخص، حتى ل لم يكن الوضع كذلك، ففي وقت ما فإن هذا الموقف العقلي سوف يؤثر على الحياة والتغير سيأتي.
* الإيجابية فى المواقف والأفعال:
أما المواقف الإيجابية تساعد الفرد منا على التكيف بسهولة مع المواقف اليومية فى الحياة، فهي تحمل التفاؤل معها، كما تجعل من السهل على الشخص تجنب القلق والتفكير السلبي، وإذا تبناها الشخص كأسلوب للحياة ستحمل فى طياتها التغيرات التى تعمل على البناء وليس الهدم وتجعل الشخص أكثر سعادة وأكثر نجاحاً.
وتتضح إيجابية الأفعال والمواقف فى التالى:
- التفكير الإيجابي.
- التفكير البنّاء.
- التفكير الإبداعي.
- توقع النجاح.
- التفاؤل.
- اختيار السعادة.
- عدم الاستسلام.
- النظر إلى الفشل والمشاكل على أنهما نقمة وليست نعمة.
- الإيمان بالنفس وبالقدرة الذاتية.
- التصرف بكل ما يعكس احترام الذات والثقة بالنفس.
- البحث المثابر عن الحلول.
- رؤية الفرص.
الموقف الإيجابي تجاه الحياة يؤدى إلى السعادة والنجاح والتغير الكامل فيها. إذا رأى الإنسان الجانب المشرق من حياته، فستكون كلها مليئة بالنور، ولا يقف تأثير هذا النور على الفرد وعلى الطريقة التي ينظر بها إلى عالمه ولكنه يؤثر على البيئة وعلى الأشخاص المحيطين به.
الفوائد التي تعود على الشخص من التصرف بإيجابية:
- يستطيع تنفيذ أهدافه وإحراز النجاح.
- يستطيع تحقيق النجاح بشكل أسرع وأكثر سهولة.
- يستطيع تحقيق السعادة الغامرة له ولمن حوله.
- يستطيع اكتساب المزيد من الطاقة والإقبال على الحياة.
- يوفر له القوى الداخلية.
- يحفز الشخص بل ويحفز المحيطين لإنجاز المزيد.
- يشعره بقلة الصعوبات.
- يشحذ قدرته على التعامل مع المواقف الصعبة بشيء من الحكمة وعدم الانفعال، وبالتالى الوصول إلى الحل الأفضل.
- يشعره بابتسامة الحياة فى وجهه.
- يكسب الشخص احترام الآخرين له.
الموقف السلبي دائماً يخبر صاحبه: ""أنت لا تستطيع إحراز النجاح".
أما الموقف الإيجابي فيخبر صاحبة بالعبارة التالية: "بوسعك إحراز النجاح".
وإذا كان الشخص يتبنى موقف سلبي تجاه مجريات الحياة التي يعيشها ويتوقع الفشل ومجابهة الصعوبات، فقد حان الوقت للتفكير، وقد حان الوقت للتخلص من الأفكار والسلوك السلبية، لم لا تبدأ اليوم؟ إذا حاولت وفشلت فهذا معناه أنك لم تحاول بالشكل الكافي.
تنمية الموقف الإيجابي سوف يقودك إلى السعادة والنجاح، لذا لابد وأن:
- تختار النجاح.
- ترى الجانب المشرق من الحياة.
- تختار التفاؤل وأن تبقى متفائلاً.
- تبحث عن الأشياء التي تجعلك تضحك.
- تؤمن بنفسك.
- تتأمل آثار التفكير السلبي والقلق الدائم.
- تتصل بالأشخاص السعداء.
- تقرأ القصص التي تحفز على النجاح.
- تكرر العبارات التي تؤكد بها على النفس من أجل تحقيق الإيجابية فى الحياة.
- تتخيل ما الذي تريده أن يحدث.
- تتعلم كيف تتحكم فى أفكارك.
- تتعلم التركيز والتأمل.
هناك قواعد وقوانين تتحكم فى تحقيق النجاح:
- ملامح الشخصية الخاصة ومهاراتها.
- الثقة بالنفس وبالقدرات.
- الصبر.
- التركيز.
- قوة الإرادة.
- الطموح القوى.
الإنسان الذي يتصف بالإيجابية هو الذي يتعامل مع بيئته المحيطة بل عالمه المحيط به، فمردود الإيجابية يعود على الشخص بالخير وعلى مجتمعه بالمثل.
جودة الحياة على صفحات فيدو
- التواصل الجسدي والعاطفي مع الطفل عند التعامل معه، من الربت عليه أو النظر إليه.
التركيز دائماً على الجوانب المضيئة فى حياته، لأن التركيز عليها سيزيد كمها.
عدم سيطرة الشعور بالنقص على تفكير الشخص، وقد تتعدد أسباب هذا الشعور عند الإنسان