ذكر كوتون(Cotton، 1991 ,
أن هناك ثلاثة اتجاهات رئيسية في أساليب تعليم التفكير :
الاتجاه الأول : الأسلوب المستقل حيث يتم تعليم التفكير على شكل مهارات مستقلة عن محتوى المواد الدراسية مثل مادة تسمى "تعليم التفكير"، ويتم في بداية الحصة تحديد المهارة أو العملية المطلوبة ولا يوجد علاقة لمحتوى الدرس بالمنهاج العادي، ويراعى أن يكون محتوى الدرس بسيطاً حتى لا يتداخل أو يعقد تعلم مهارة التفكير ويتم الانتهاء من برنامج تعليم مهارات التفكير خلال فترة زمنية معينة. ومن الوثائق التي دعمت فكرة الأسلوب المستقل أو المباشر في تعليم مهارات التفكير بشكل منفصل (بوجرو 1988م فاتهيوس 1989م، فريمان 1990م، بوم 1990م)
الاتجاه الثاني :أسلوب الدمج والتكامل حيث يتم تدريس التفكير ضمن المواد الدراسية وجزءٍ من الدروس الصفّية المعتادة ولا يتم إفراد حصة مستقلة للمهارة أو عملية التفكير، ويكون محتوى الدرس الذي تعلم فيه المهارة جزءاً من المنهاج المدرسي، ويصمم المعلم الدرس وفق المنهاج المعتاد ويضمنه المهارة التي يريدها ولا يتوقف إدماج مهارات التفكير مع المحتوى الدراسي طيلة السنوات الدراسية وأما الدراسات التي أكدت فكرة دمج مهارات التفكير في مواضيع المناهج الدراسية فهي (برانسفورد 1984م، بوم 1990م، جو 1991م).
الاتجاه الثالث : الجمع بين الأسلوبين حيث يتم تدريس التفكير كمادة مستقلة لها مدرسوها وحصصها واختباراتها ،وكذلك تضمين مهارات التفكير ضمن المحتوى الدراسي في مادة العلوم واللغة العربية والمواد الاجتماعية وسائر المواد الأخرى.
ولخص جروان (1999م ،28) أهم الفروق بين الاتجاه الأول والثاني في الآتي :
أهم الفروق بين الأسلوب المستقل وأسلوب الدمج في تعليم التفكير
لرقم الأسلوب المستقل أسلوب الدمج
1 تعلم مهارات التفكير يكون على شكل مهارات مستقلة عن محتوى المواد الدراسية تعليم مهارات التفكير يمثل جزءاً من الدروس الصفية المعتادة
2 يتم تحديد المهارة أو العملية ،ويعطى المصطلح في بداية الحصة لا يتم إفراد حصة، ولا يتم التركيز على المصطلح بصورة مباشرة
3 لا يوجد علاقة لمحتوى الدرس بالمنهاج العادي محتوى الدرس الذي تعلم فيه المهارة جزء من المنهاج المدرسي
4 يراعى أن يكون محتوى الدرس بسيطاً حتى لا يتداخل أو يعقد تعلم مهارة التفكير يصمم المعلم الدرس وفق المنهاج المعتاد ويضمنه المهارة التي يريدها
5 يتم الانتهاء من برنامج تعليم مهارات التفكير خلال فترة زمنية معينة لا يتوقف إدماج مهارات التفكير مع المحتوى الدراسي طيلة السنوات الدراسية
وقد لا يكون الجمع بين الأسلوبين صعباً ،بل ربما يكون مفيداً إذا وجـدت الإرادة والخبرة لدى المعلـّم.
يذكر (كرم ،1993م، 220) " أن الكثيرين من رجال التربية يفضلون تدريس وتنمية مهارات التفكير ضمن المنهج المدرسي ،وذلك حتى يستطيع أن يستخدم المتعلم هذه المهارات في مواقف الحياة المختلفة خاصة إذا كانت الموضوعات والقضايا التي يدرسها في المنهج المدرسي ذات علاقة واضحة بالمواقف الحياتية في المجتمع ".
ويستلزم استخدام أسلوب الدمج من قبل المعلم أن يكون في حالة بحث دائم عن الفرص لدمج مهارات تفكير معينة في المواد الدراسية ،مثلاً في حصة الرياضيات لا تضيع فرصة مقارنة أو تصنيف الأشكال الهندسية ،وفي حصة العلوم أطلب من التلاميذ إعطاء تعميم حول خصائص مجموعات معينة من العينات ،وفي حصة التاريخ أبرز الاستنتاج والافتراضات التي تمت في التحايل التاريخي لحادثة ما وهكذا باقي المواد الدراسية.(لانغريهر :Langrehr، 2002م،26)
والخلاصة أن تدريس التفكير في مادة مستقلة أو مدمجاً في المقررات الدراسية أو الجمع بين الأسلوبين ،ما زال يتعرض إلى الجدل في الكتابات الجديدة في عصر المعلومات ،ونعرض فيما يلي بعض استراتيجيات تعليم التفكير ضمن المواد الدراسية.